عد انتشار غراسة شجرة حب الملوك في بساتين مدينة صفرو، وللتعريف بها خارج المنطقة وترويج منتوجها على الصعيد الوطني، وكعادة بعض المدن في أوربا خصوصا في فرنسا فكر المعمر في خلق مهرجان هو الموسم في العرف المحلي من أجل الاحتفال بغلة هذه الشجرة التي تأصلت في تربة غير تربتها. وكان أول احتفال في حانة سيطلق عليها فيما بعد (مقهى حب الملوك) ستتحول إلى مقر لفرع البنك المغربي للتجارة الخارجية، ونظرا للإقبال الذي صادفه الاحتفال نقل في السنة الموالية إلى حديقة المسبح البلدي فوجد إقبالا أكبر،  وبعدها سيفكر الأعيان والمعمرون في إعطاء الاحتفال طابعا رسميا من خلال تأسيس لجنه تشرف عليه منذ سنة 1919 وتتجدد كل سنة.

 

فبالرغم من أن مهرجان حب الملوك تأسس خلال الوجود الفرنسي بالمنطقة، فقد كان الصفريويون وسكان الضواحي يعيشون سنة كاملة على شوق التمتع بحفل موسم حب الملوك كما يطلق عليها محليا، فتمتلئ المدينة عن آخرها وينسى الفلاح والراعي والعامل همومه ويبتعد التاجر والموظف والصانع التقليدي عن مشاغله، ويستسلم الكبير والصغير والرجل والمرأة للفرجة.

 

كانت الملكة في بداية المواسم الأولى يتم تجسيدها من خلال دمية، ثم تطوعت الفرنسيات واليهوديات كملكات لحب الملــوك، وبعدها اشتد التنافس عندما ولجت حلبة المنافسة فتيات مسلمات. وقد منحت مرحلة الحماية وفترة ما بعد الاستقلال إلى حدود النصف الأول من السبعينات على الأقل قيمة مضافة من الجانب الإنساني الكوني لقيم التعايش والتسامح باعتبار الجالية المسيحية التي انضافت إلى المجموعات السالفة. ولهذه القيم النبيلة التي نظمت روح العلاقات بين مختلف الفئات الاجتماعية الصفريوية. لقد جسد الاحتفال ومشاركة كل الأجناس والأديان في الاحتفال إحدى الملامح الحضارية والإنسانية التي عرفت بها مدينة صفرو . فالتسامح والتعايش والتساكن طبع الاحتفال كما كان  يطبع أحوال الناس في سائر الأيام الأخرى بالاندماج السكني والسكاني بأحياء زمغيلة ولمربع والشباك داخل الأسوار والمدينة الجديدة حيث تساكنت وتجاورت عائلات مسلمة ويهودية ومسيحية. وهذا ما أعطاه التنوع الذي عرف به في البدايات الأولى، وهو نفسه الذي رسخه كتقليد فرجوي قصده المغاربة من كل جهات البلاد . لقد كان فرصة للإبداع و استعراض الجمال, وفرصة لعرض أحسن المنتوجات وتكريم أحسن المنتجين، فأصبح مطلب التجديد مطروحا من طرف أكثر من جهة .

 

 

إن من أهم مميزات تنظيم مهرجان حب الملوك انه أصبح منذ الدورة التسعين سنة 2010 يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله و أيده وهو ما أعطاه دفعة كبيرة ودعما قويا ووسع من إشعاعه وطنيا ودوليا.

 

 

o المنظمون

 

»   مؤسسة كرز

»  عمالة إقليم صفرو

»  جماعة صفرو

 

البحث